روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | تساقط أهل التغريب وحلول عاجلة!!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > تساقط أهل التغريب وحلول عاجلة!!


  تساقط أهل التغريب وحلول عاجلة!!
     عدد مرات المشاهدة: 2602        عدد مرات الإرسال: 0

الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:

الآيات المتعلقة بالموضوع:

قوله تعالى: {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء:104].

وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود:117].

وقوله تعالى: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس:98].

¤ خـــاطرة:

العلم بخطورة المشروع والشخصيات التي تقف خلفه لا يفيد أبداً، بل لابد من العمل ضده وبحزم وبقوة، فإن العلم لا يكون نافعاً ما لم يقترن بالعمل.

مقدمة:

ارتكب أهل التغريب خطأً عظيماً في مشروعهم التغريبي، ألا وهو تسريع عجلة التغريب بالمملكة العربية السعودية مستغلين الثورات العربية وتساقط الحكام العرب، وأيضاً خوفاً من سقوط سوريا، فسقوط سوريا يعني: تغيير شامل في الخريطة العربية الإسلامية، لتكون خريطة إسلامية عربية! بدأ أمرهم يتكشف للعلماء والعامة، وإن كان أمرهم مكشوفاً من قبل، لكن أصبح الآن مكشوفاً وبقوة، فقد تعالت أصوات العلماء الكبار بالإنكار على مشاريعهم بعد أن أذاقوا العلماء وطلبة العلم معنى الإقصاء، وهم الذين كانوا يتغنون بالحرية، ثم يمارسون أنواع الإقصاء، ويخرج أحد أذنابهم في إحدى القنوات الفضائية وينكر أن يكون هناك أي اقصاء لأهل العلم، بل يزعم أن أهل العلم هم من يهربون من الكتابة في الصحف، ثم يزعم أحمق آخر أن سبب عدم نشر كلام أهل العلم هو بسبب وجود الأخطاء الإملائية!!، بل خرج أحد طلبة العلم الكبار مصرحاً بأنه كان يراسل الصحيفة الفلانية وكانت تتجاهله طوال 15سنة من المراسلة، وبلا شك أفئدة العوام تأوي إلى أهل العلم كما تأوي أفئدة الناس إلى مكة، فيصدقون كلام أهل العلم ولا يصدقون هولاء، ولهذا فإن كلامهم حول تجاهل أهل العلم للكتابة في الصحافة هو كلام لا أساس له من الصحة، وإن كان هناك من العلماء من كان يتجاهل، لكن هناك من كان يراسل ويتجاهلونه عمداً وعن قصد، كما نفهم من تصريح أحدهم بأن سبب عدم النشر لهم هو الأخطاء الإملائية.

التآمر على العلماء من خلال إتهامهم بشيء لم يفعلوه:

أعود إلى إنكشاف المشروع التغريبي وتعالي أصوات العلماء بالإنكار، أقول: إنهم يتألمون الآن من هذه الأصوات كما نتألم من مشاريعهم، كما قال تعالى: {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء:104]، ولهذا تجد أنهم يحاولون إخماد أي صوت يستنكر أفعالهم بأن يبحثوا عن زلة لهذا العالم وإن لم تكن زلة، لكن يُظهرونها أنها زلة كما في أحد مقاطع الشيخ يوسف الأحمد حفظه الله القديمة التي أظهروها على أنها زلة، لكن الحمد الله تم بيان الزلة، وأنها مفتعلة منهم، ليعلم من في قلبه ذرة رحمة لهولاء القوم أو يعتذر لهم بأنهم قوم قد باعوا دينهم الذي هو أهم من أنفسهم بحفنة من المال، وبتذاكر سفر للخارج، وبملتقيات نسمع أنه يقال فيها كلام الكفر، ناهيك عن التبرج والسفور، وما خفي أعظم، والله أعلم بما يمكرون فيمكر بهم كما يمكرون بأوليائه الصالحين، والله خير الماكرين.

¤ خطوات عاجلة لمحاربة التغريب:

المشروع بدأ بالتساقط، وهذا يعني أن نتحرك للقيام بخطوات عاجلة، وإن كان هناك من هو أعلم مني بكثير قد تكلم في خطوات محاربة التغريب، لكن أضع خطوات رأيتها أنا نافعة بإذن الله لحرب التغريب، والله أعلم بها وهي:

1= ترسيخ المبادئ والقيم الإسلامية في نفوس الناشئة من جديد كما هدمها هولاء بمشاريعهم التغريبية عن طريق التعليم والإعلام الساقط، ولندع الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله يتكلم عن جانب واحد من ترسيخ القيم في نفوس الصغار، يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: فكيف أعمل على تعليم بناتي الحجاب؟ أنا لا أريد أن أجبر بنتي عليه إجباراً، فتتخذه وهي كارهة له ضائقة به، حتى إذا إستطاعت نبذه نبذته، بل أريد أن تتخذه مقتنعة به مطمئنة إليه محبّة له، ففكرت وطلبت العون من الله لمّا جاوزت بنتي الأولى التاسعة ومشت في طريق العاشرة أو قبل ذلك بقليل، لقد نسيت الآن، قلت لأمها: اذهبي فإشتري لها خماراً -إيشارب- غاليًا نفيسًا، وكان الخمار العادي يُباع بليرتين إثنتين وإن إرتفع ثمنه فبثلاث، قالت: إنها صغيرة تسخر منها رفيقاتها إن غطت شعرها ويهزأن منها، قلت: لقد قدّرتُ هذا وفكرت فيه، فإشتري لها أغلى خمار تجدينه في السوق مهما بلغ ثمنه.

فكلّمتني بالهاتف من السوق، وقالت: لقد وجدت خماراً نفيسًا جداً من الحرير الخالص، ولكن ثمنه أربعون ليرة، وكان هذا المبلغ يعدل يومئذ أكثر من ثلث راتبي الشهري كله، فقلت لها: إشتريه، فتعبَت وحاولت أن تثنيني عن شرائه فأصررت، فلمّا جاءت به ولبسَته البنت وذهبَت به إلى المدرسة، كان إعجاب التلميذات به أكثر من عجبهن بارتدائه، وجعلن يثنين عليه، وقد حسدها أكثرهن على إمتلاكه، فإقترن إتخاذها الحجاب وهي صغيرة بهذا الإعجاب، وهذا الذي رأته من الرفيقات، وذهب بعضهن في اليوم التالي فإشترين ما يقدرن عليه من أمثاله، وإن لم تشترِ واحدة منهن خماراً في مثل نفاسته وإرتفاع سعره.

بدأَت اتخاذ الحجاب فخورة به محبة له، لم تُكره عليه ولم تلبسه جبراً، وإذا كان العامة يقولون: الشيء الغالي ثمنه فيه، فإن هذا الخمار بقي على بهائه وعلى جِدّته حتى لبسه بعدها بعض أخواتها وهو لا يزال جديداً، فنشأن جميعًا بحمد الله متمسكات بالحجاب تمسك إقتناع به وحرص عليه. اهـ.

2= على العلماء وطلبة العلم الإهتمام بتأصيل المسائل التي يدور حولها أهل التغريب بتأصيل علمي أصيل، كما يفعل الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله، ولا مانع من إجتماع طلبة العلم مع بعضهم البعض لتأصيل مسألة واحدة، فلقد مللنا من التنافر بينهم في أمور لا طائل من البحث فيها، كمسألة العقال وحكم لبسه والجدال فيها بلا فائدة.

3= دعم حلقات التحفيظ ومساعدتها في برامج تعليم الصغار مبادئ الدين وترسيخ المبادئ والقيم في نفوسهم، ولا يكون دورها مقتصراً على تحفيظ القرآن فقط من دون فهمه وتعلم تدبره وشرح معانيه، مع بيان سبب النزول والقصص المتعلقة بالآيات، فليس هناك شيء أحب للصغار للقصص، فلا نقص عليهم القصص المكذوبة المتعلقة بالسحر والشعوذة والحب.. ونحوها، بل نعلق قلوبهم بقصص الكتاب والسنة، فهي كما قال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف:3].

4= على العوام أن يعودوا إلى العلماء في كل مسألة يثيرها هولاء التغريبون ولا يتبعوا أهوائهم، فإنك إن تفعل المعصية وأنت تعلم أنها حرام خيرٌ لك من فعلها وأنت تبحث عن من يبيحها لك، وإن كان الدليل ضعيفاً أو مكذوباً!!

5= دعم الداعيات المسلمات معنوياً ومادياً بإقامة المحاضرات لهن ونشر كلامهن، لأن المشروع يحارب المرأة، وليس هناك من يدافع عن المرأة غير المرأة نفسها.

6= التواصي بالحق والصبر في محاربة هذا المشروع، وطلب مشورة العلماء وطلبة العلم قبل الإقدام على الإنكار على قضية، بأن يبين موقف الدين منها قبل الإنكار، لكيلا يخطئ المسلم في الإنكار، فيكون المنكر كبيراً بعد أن كان صغيراً، فليس كان منكر يعلن عنه فإن من الإنكار ما يكون دعاية له!!!

7= الرد على التغريب لابد أن يكون من أهل العلم وطلبة العلم، فإن أدلة الكتاب والسنة قوية لا تقارن بإي دليل آخر، فإن خسر شخص مسلم في مناظرة ضد كافر أو منافق فإن المشكلة ليست في الكتاب والسنة إنما هي من الشخص، لأنه دخل في فن لا يتقنه ولا سبيل لإتقان هذا الفن إلا بطلب العلم وثني الركب عند العلماء.

وهناك حلول كثيرة لو بحثنا عنها سنجدها بإذن الله في الإنترنت كما تكلم بها العلماء وطلبة العلم، لكن لنعلم أن مجرد العلم لا ينفع ابداً، فإن كفار قريش يعلمون أن الله هو الخالق الرازق ويعلمون أنه مستحق للعبادة، لكن لم يعملوا بمقتضى هذا العلم فضلوا وأضلوا، فلا يفيد العلم بأن التغريب مشروع خطير ولا يفيد العلم بحقيقة مشروعهم والشخصيات القائمة عليه، بل العمل ضده مع التمسك بالكتاب والسنة هو العلاج الوحيد للتصدي لهذا المشروع الخطير، قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود:117].

هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

الكاتب: سامي بن خالد المبرك.

المصدر: موقع المحتسب.